سأل صحافي في حوار قريب العهد الأديب عبد اللطيف اللعبي : لو كان بإمكانك التحول إلى حيوان فماذا ستختار ، فأجابه بأنه كان سيختار أن يكون حمارا ، لأن الحمار لايخوض السباقات ويرفض أن يكون موضوع رهان للربح ، لكن زمن التطور السريع في بلدنا العزيز عاكس بديهية اللعبي ، وإمعانا في فضح أميته بعالم بعيد عنه كالحمير ، كذبه علنا أمام الملأ ، فالحمار خاض سباقا في السياسة ، والحمار أيضا شكل رهانا كبيرا للنكاية في أحد "خونة الانتخابات السعيدة" . ذلك ما أثبته عريس الحمير الذي زف إلى عروسه الحمارة في عرس كامل ، بتقاليد العرس الأصيلة ومراسيمها وطقوسها ببادية حد كورت ، وحتى الطعريجة والبندير لم يتغيبا حفاظا على الأصول.
عرس الحمار طعنة قاسية في جسم سياستنا ومجتمعنا المريضين بداء الارتباك أصلا ، إنه رد فعل طال الحياة الخاصة للمستشارالجماعي ابن العم في نفس الدوار، وما كان للحمار أي حق في تعكير أول ليلة بهية وجميلة لعروسين شابين لهما كل الحق بالتمتع باليلة الأولى العلنية للقاء. لكن الوجه الأخر للعملة أن ما أقدم عليه الحماربعقد عرسه من تحيمير سياسي مجرد رد فعل وجده أبناء العم العزاء الوحيد للتنفيس عن آلام الغدر الذي وجهتها لهم طعنة المستشار ابن العم ، والذي انقلب على مسؤولية تمثيل منتخبيه ، الذين رجوه حد التوسل أن لا ينقلب على الرئيس الذي اختاروه والذي صوت له قبل عملية إعادة انتخاب الرئاسة الذي قضت به المحكمة .
لقد دخل الحمار السياسة من بابها الواسع ، وربما سنجد أنفسنا يوما مضطرين لوضع أيدينا على قلوبنا خوفا من أن تنقلب لعبة التحيمير السياسي التي وقعها عديد من مستشارينا الجماعيين وما أكثرها ، ومن الحمار الذي عاكس اللعبي نفسه ، وكأنه يحذر :" ألا لايتحيمر أحد